السبت، 22 فبراير 2014

جولة من بداية الرهبنة المسيحية ( الرهبان والرهبات )



كتير من المسيحيين فى مصر راحو و عاشو فى الصحراء خلال القرن التالت , مؤسسات الرهبنه المسيحيه ابتدت فى الصحارى المصريه فى القرن الرابع الميلادى. أهم آباء الرهبنه المصريه الأنبا أنطونيوس اول راهب مسيحى فى العالم، كان مصرى من صعيد مصر. والأنبا باخوميوس مؤسس نظام الشركة و الرهبنة، والأنبا بولا، أوَّل السوَّاح. فى عصر البابا أثناسيوس الرسولى قام الرهبان بدور كبير فى محنة الكنيسة وقت إضطهاد الأريوسيين ,لما كانت الكنيسه من غير البابا اللى كان بيقضى فترة نفيه التانية و اللى دامت 90 شهر.
وكانت فيه تجمعات رهبانيه مشهوره فى مصر و هى :
  1. التجمع الرهبانى فى نتريا فى اقصى الشمال بقيادة آمون .
  2. تجمع قاده الأنبا انطونيوس أبو رهبان العالم وكان فى وسط الوادى .
  3. والتجمع التالت كان فى طبنسين فى اقصى الجنوب بقيادة الأنبا باخوم أبو الشركه .
دخول المسيحيه مصر كان من عناصر التمسك بالقوميه المصريه و مقاومة المصريين للإحتلال الأجنبى ، و فى بدايات العصر القبطى طور الأقباط وسيله تانيه هى " المقاومه السلبيه " اللى ظهرت على شكل النسك و الرهبنه. الديانه المصريه القديمه عرفت الاعتكاف و النسك فى الصحرا المتاخمه للوادى و ظهورها فى مصر فى القرن التالت الميلادى ما كانش حاجه جديده. بيتقال ان أول دير قبطى فى مصر إتأسس على ايد فرونتينوس سنة 151 فى وادى النطرون ، لكن المؤكد ان الرهبنه اتأسست فى القرن التالت لما خرج راجل صعيدى مسيحى اسمه بولا أو بولس للصحرا و اعتكف هناك للتعبد و الصلا. بعد الأنبا بولا ظهر فى الصعيد برضه القديس المعتكف المشهور أنطونيوس ، و الأنبا باخوم مؤسس الرهبنه الجماعيه ( رهبنة الشركه الكينوبيتيه ). آلاف الاقباط التفوا حوالين حركة الرهبنه و ما كانوش كلهم قديسين و لا حتى ناس صالحين متدينين فكان فيه بينهم ناس عاديين من عامة الشعب هربانين من احكام قانونيه بمعنى هربانين من القوانين الظالمه اللى كان بيمارسها الرومان على المصريين فى المحاكم المختلطه و غيرها و من جماع الضرايب و الوالى الرومانى و اعوانه. الاقباط دول لجأوا للرهبنه فى صحارى مصر كوسيله للإحتجاج و المقاومه السلبيه للمحتلين الرومان. فى الايام دى إتأسس الدير الأبيض جنب سوهاج ، و اتجمع الرهبان الأقباط فى وادى النطرون فى جنوبه عند دير السريان و دير الأنبا بشوى حالياً ، و فى شماله فى صحرة شهات ( الإسقيط ). قامت فى مصر تلت انواع من الرهبنه ، رهبنة النساك اللى بيعيشوا فى الاديره ، و رهبنة الزهاد اللى بيختلوا بنفسهم فى الصوامع الصحراويه و الجبليه ، و رهبنة المتبتلين اللى بيعيشوا اتنين او تلاته مع بعض فى المدن و بيمتنعوا عن الجواز.
اشتهر موضوع أديرة مصر فى العالم المسيحى و بقوا الاجانب يروحوا مصر عشان يشوفوا الاديره و كان منهم روفينوس و القديس أرسانيوس و الأنبا باسليوس اللى أنشأ الرهبنه فى اليونان و من الستات من نبلا الدوله الرومانيه الشرقيه و الغربيه باولا و ملانيا اللى راحت مصر مع القديس جيروم ( هير ونيموس ). من مصر انتشرت فكرة الرهبنه و الأديره. الرهبنه كانت من ابداع المصريين و اتجاوزت اثارها حدود مصر للعالم الخارجى [2].
فى العصر البيزنطى الرهبان الأقباط بقوا الجيش الروحانى و حتى الفعلى لبطريرك الكرازه المرقسيه فى اسكندريه فكان لما بيروح المجامع اللى كانت عادة بتنعقد فى اسيا الصغرى بأمر امبراطور بيزنطه لمناقشة اركان العقيده المسيحيه و مشاكلها كان البابا القبطى بياخد معاه الرهبان و جماعه اسمها " البارابولانى " ( صبوات ) ممكن يتسموا بلغة العصر " الهتافه " عشان يظهروا تأييدهم ليه فى الغربه و يهتفوا ليه فى حاجه تشبه المظاهرات كمؤيدين لزعيم الوطنيه المصريه. البابا فى الزمن ده ما كنش مجرد رئيس دينى لطايفه دينيه لكن كان رمز لمصر و للقوميه المصريه. بعد ما استقرت المسيحيه فى مصر ، الكنيسه حلت محل الديانه الرسميه القديمه فى تمثيلها للقوميه المصريه و زى ما كانت مصر فى وقت ضعفها فى العصور الفرعونيه بتلتف حوالين كبير كهنة امون - رع فى طيبه ، كل القوى الوطنيه فى العصر القبطى التفت حوالين رئيس الكنيسه المصريه " بابا و بطريرك مدينة اسكندريه ، و بلاد لوبيا ، و المدن الغربيه الخمسه ، و اثيوبيا ، و كل أرض مصر ، أبو الأباء ، أسقف الأساقفه ، الحوارى التلتاشر ، قاضى العالم " [3]. الرهبان الاقباط بقوا القوه المصريه الوحيده فى مصر اللى ممكن توازى قوة بطريرك اسكندريه و كانوا بيمثلوا زعما الشعب بدرجه اكتر بكتير من الاساقفه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق